الأحد، ديسمبر 11، 2011

الثالث من يونيو إلى الأبد

اكتب ما لا يجب نسيانه
إيزابيل آيندي

كل صباح أسير بثقة نحو النسيان. أحاول الآن أن أتذكر ما العالم قبل الثالث من يونيو، الخامس من يوليو، الرابع من سبتمبر، العاشر من أكتوبر. مرة أخرى قبل أن ينتشر السرطان على مسام الذاكرة.
كنت أنتظر في المقهى البعيد عن ضجيج ميدان التحرير وصخبه، أسلي نفسي بمشاهدة غروب قاهري آخر يمسح وجه البنايات قبل حلول الليل، وأتساءل إلى متى سأظل فتى وحيد عديم الطعم؟ وهل سيأتيني الحب القادم مثل أحد أسعد النهايات السنيمائية؟ .. أنا لاعب أحمق لا يهوى المراوغة، تقتله مراوغات القدر ويضعفه التوقع والإنتظار الطويل.
في تلك الأيام، جنبني الله استكمال اختبار عاطفي عنيف كنت قد أوشكت على الرسوب فيه. كنت أحيا لعلّةٍ واهيةٍ، رغم أن الهزائم أرهقتني وأصابتني بعجز نفسي كامل.
تفقد الكثير من الأوقات دفئها تدريجيًا ولا يبق سوى صور مضيئة تطفو السطح أحيانًا، لكن عندما وضعت يدي في يدها كي أودعها في محطة ميدان عبد المنعم رياض لم أكن أعلم أن قصص الحب تبدأ هكذا عادةً.