الأحد، أكتوبر 16، 2011

نظرة شديدة الواقعية على مستقبلي القريب

... لكن الحياة تصبح أحياناً غير ممكنة بدون قبول كامل للموت.
فاضل العزاوي

أجلس إلى جهازي المحمول وأضغط بأصابعي على لوحة المفاتيح: أنا حسين الحاج، وهذا ما أفكر به.

يكره الجيل الرابع من آل الحاج قيادة السيارات لأسباب عقائدية بحتة، لكني سأتعلم قيادتها لأحصل على رخصة قيادة خاصة في العام القادم، ثم سأذهب لأموت موتًا فوضويًا في حادثة سير على الطريق الدائري. حسنًا، لا بأس، إذا كان هذا قدري فلا بأس، لكني أفضل أن أموت على سريري وسط أحبائي، أنظر إليهم وأبتسم ابتسامة رضا، وأستقبل موتي في هدوء شاعري أنيق.

لم أستطع فهم ماهية الموت نهائيًا، ولا أريد من أحد أن يُفهمني ماهيته، لم يعني لي أكثر من الغياب المادي عن العالم، ولقد تصالحت منذ زمن مع حتمية فناء الإنسان، وآمنت أن الموت هو فقط عملية تبديل عوالم. أما عن الحياة، فكل ما سأقوله عنها سيغدو مبتذلاً ومكررًا.

إذا أردت يومًا كتابة وصية لي فسوف أبدأها قائلاً، "لقد أديت عملي على هذه الأرض، لقد عشت الحياة كما يجب أن تعاش. وسأصبح غدًا ماضيًا".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق