الجمعة، أكتوبر 28، 2011

وأنا بخير

-1-
سويت عظامي من نار هذي التجارب تحديدًا.

-2-
هل تذكرين يوم أن صادفنا الشاعر الشاب إياه في المقهى الفاخر؟ لقد اشتركت معه في أمسية شعرية على مسرح الساقية منذ سنوات مضت، لم أستسغ أغلب أشعاره، كثير منها مصنوع، وبعضها مبتذل مثل كلمات أغاني الإعلانات، لكن ما جعلني أمقته حقًا ثقل دمه الممزوج بإحساسه المتضخم بذاته، وكبره الكريه الذي جعله في مصادفتين متتاليتين يتجاهل نظرتي الممدودة له بالتحية والسلام ويغض بصره عني كليةً كأنني كلب قبيح أجرب.
وأسأل نفسي: هل سنتجنب بعضنا هكذا يومًا؟ اللهم لا أسألك هذا.

-3-
موت العلاقات الإنسانية مثل أي موت، يمر بمراحله النفسية الخمسة، لكنه لا يمر في خط مستقيم، بل يتأرجح ذهابًا وإيابًا حتى يستقر في المرحلة النهائية.
وأنا الآن في أوج حبي لكِ، ولا شئ يقيني من عذاب نفسي، أتناولُ عشاءاً خفيفاً أمام شاشة التلفزيون، وأرقب آلية أمي في تقشير الثوم التي ألقت نظرة على ريم ماجد، ثم علقت قائلة "أحسن، يستاهلوا، نخبة بنت وسخة"، انشغل قليلاً بمعرفة سبب سبابها، وأتابع بعضًا من إجابات ضيوف اللقاء، ابتسم للامبالاتي بالهم العام، ثم أسقط مرة أخرى في قاع ذاتي، عارفًا أن غريزة الحياة أقوى من الموت، وأن النفس لا تخرج إلا كارهة.

-4-
أدعو الله بحق جحيمه الأرضي هذا أن لا يعلو الصدأ سطح قلبي مرة أخرى، وأن يظل الزمن حيًا أمام عينيَّ، وأن أولد في الحب من جديد، وأن تكون السعادة ضمن ما أجده لحظة اسيتقاظي، وأن يمشي الوقت بي بعيدًا عن كآبتي الآنية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق