الأربعاء، نوفمبر 02، 2011

كتابة، موت، وألعاب أخرى

أكتب هذى الأيام حتى لا أغرس سكين المطبخ كاملاً في صدري. فوحدها هذه المفاتيح، لا سواها، قادرة على تسكين هذا الألم الذي يعتصر شمالي، لكنني في الحقيقة لا أشتهي الكتابة، ولا الكتابة تشتهي ولد خائب مثلي، ولولا أن الله أبدلني عن البكاء بوحيٍ كريم يفصد دمي الأسود على الصفحات البيضاء، لظللت حتى اليوم أصرخ مستجيرًا، "أريد بكائي يا الله".

يتساءل نيتشه في كتابه "المعرفة المبهجة": "ألم تكن الفلسفة دائمًا وإلى يومنا هذا شرحًا وتأويلاً للجسد"، بلى، والكتابة أيضًا. عندما أقرأ الفردوس المفقود لمليتون أو المحاكمة لكافكا أو الإخوة كارامازوف لدوستويفسكي، أجد أن هناك العديد من الروايات والأشعار لكتاب كلل المرض والفقد والحرمان حياتهم فأتخذوا من معاناتهم ذخيرة بندقية يفتحون نيرانها على شقاء العالم.

ولأن كل الحروف رسائل وإن لم يكتب فوقها اسم الراسل واسم المرسل إليه. أقول أن الراسل لم يكن يريد أن يكتب، فقد كان بوسع المرسل إليه أن يخلصه من عناءها. فلتحل عليه يا عزيزتي رحمة الله وعلى الكتابة أيضًا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق