الأربعاء، نوفمبر 16، 2011

حلمٌ آخر...

كنت خارجًا من محل البقالة الملحق بمحطة الوقود الخالية عندما وجدتها واقفة أمامي. كان ظلام الليل يغشي نصفها العلوي بينما استطعت رؤية قدميها وأطراف ثيابها في ضوء النيون الأبيض الصادر من المحل. أوقفتني نظرتها المتحدية التي اخترقت روحي بالكامل، اقشعر بدني كله وارتخت قبضتي الممسكة على السجائر التي اشتريتها لثانية من الزمن، شعرت بغصة في حلقي كأن شيئًا ما صعد من أحشائي وحشر في عنقي أثناء خروجه، لكني بقيت ساكنًا رغم ذلك.

قطعت أغنية "واحشني إيه؟" التي ارتفع صوتها فجأة من راديو المحل الصمت بسكينٍ حادٍ لكنها زادت الموقف غرابة، فكرت قليلاً بقلبٍ مرتعش في سبب ظهورها المفاجئ، ووددت لو أسألها عن علّة حضورها، ثم قررت الخروج من هذا الوضع الحرج دون كلمة واحدة. وضعت السجائر في جيب معطفي واتجهت بخطى واثقة مستقيمة نحو سيارتي، ظلت تتبعني بعينيها حتى تجاوزتها تمامًا. بعد دقيقة، كنت قد أدرت محرك السيارة وانطلقت بعيدًا عن المكان كله.

قبل أن تبتعد الأشياء وتصغر في مرآة السيارة الداخلية، رأيتها واقفة وحدها خارج المحطة في منتصف الشارع والنسيم الليلي يدفع أطراف ثيابها إلى الأمام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق