الخميس، نوفمبر 10، 2011

تعليق عابر على رواية "ثلاث سنوات"

في الفصل الأخير من رواية "ثلاث سنوات" لأنطون تشيخوف، تتبدل حياة "ألكسي لابتيف" كليةً، فيمسي برجوازيًا خالصًا ويحيا حياة رغدة، لكن شغفه بزوجه "يوليا" التي سعى وراء حبها قبل ثلاث سنوات صار يتضاءل تدريجيًا، بينما أخذت عاطفة "يوليا" تكبر نحوه.

يدرك تشيخوف أن من الصعب على الإنسان الحفاظ استقامته الذاتية في ظل تغير العوامل الإجتماعية، ويعلق في سياق آخر على رواية "أسرة بولونتسكي" لسينكيفكز قائلاً: "هدف الرواية هو هدهدة البرجوازية لتستغرق في النوم برفقة أحلامها الذهبية. لتخلص لزوجتك، ولتصل معها فوق كتاب الصلوات، ولتكسب مالاً، ولتحب الرياضة، وسيكون كل شئ على ما يرام في هذا العالم والعالم الآخر." ومن الواضح أنه لم يكن يحب البرجوازية وقيمها التي تحرص على مثالية زائفة بأساليب خادعة أحيانًا وقمعية في أحيان أخرى، ويعقب قائلاً "إن البرجوازية شديدة الهيام بما يسمى بالنماذج الإيجابية، والروايات ذات النهايات السعيدة طالما كانت تنافقها بفكرة أنه من الممكن أن يكدس الإنسان المال ويحتفظ في الوقت نفسه ببراءته، أي يكون وحشاً وسعيداً في ذات الوقت".

قد تستمد القيم البرجوازية قوتها من موروثات بالية مثل الدين أو التقاليد/ الأصول/ العادات أو من موروثات أكثر حداثة مثل الأيديولوجيات، لكنها تبقى في النهاية قيم رجعية تكبت حرية الفرد وتعوق تقدم المجتمع ككل، لأنها ستظل تفرض إجاباتها المستهلكة على الأسئلة الشائكة دون أدنى تقدير لحجم الخطأ الذي تقع فيه من أجل سعادة يصعب نيلها بالأكاذيب والحلول السهلة.

وأنتَ يا رفيقي الجميل، لعلك أحببت فتاة عصية على الحب مثل زوجة "لابتيف"، فلتعلم أن الحقيقة المنشودة مراوغة كسراب لا ينمحي من العيون، لكن عليك أولاً أن تتوقف عن مداعبة نفسك بأحلام الزواج البرجوازية الخادعة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق