الأربعاء، نوفمبر 02، 2011

خمس دقائق برفقة كايت

في الثالثة وخمس دقائق، توقفت كايت عند ناصية شارع عدلي في ميدان الأوبرا، أصابها شلل مؤقت، فقد انفرط عُقد كل الأشياء داخلها.

قبل خمس دقائق فقط من حدوث هذه الفوضى، كانت كايت تضحك من ارتباك صديقها المصري الخجول عند رؤيته لملابسها القصيرة الخفيفة، تضحك من معاكسة شباب وسط البلد المتسكعين وأصحاب المحلات، تضحك من طلب صديقها أن يعود معها إلى الفندق حتى تبدل ملابسها الملفتة.

لكن عندما وصلت كايت إلى حافة الرصيف، نظرت يمينًا ويسارًا في اضطراب ودهشة، كأنها فقدت ذاكرتها تمامًا، أو استيقظت من حلمٍ جميل في منزلها لتجد نفسها في هذا البلد الغريب فجأة. شعرت بخوف هائل وأصبحت على وشك الإنهيار، ارتعش جسدها كله بعنف، ولم تدرِ ماذا عليها أن تفعل أو أين عليها أن تذهب.

في اللحظة التالية عاد كل شئ إليها كأنها حقنت بالحياة في قلبها مرة واحدة، وأحست بغربة مميتة وانسلاخ كامل عن الزمان والمكان، أرادت أن تعود إلى بلادها في الحال، ثم أدركت كم هذا صعبًا الآن، نظرت إلى صديقها المصري الذي كان يحدثها بلغة لم تعد تفهم منها حرفًا نظرة طويلة تنضح بالسم الذي يسري في أوردتها، وفكرت في الإنتحار في غرفة الفندق.

عند تمام الثالثة والنصف، كان صديقها المصري يركب عربة المترو المزدحمة عائدًا إلى منزله متكدرًا من فساد موعدهما، ولم يكن يعرف أنه لن يرى كايت مرة أخرى، حيث أنها كانت تعد حقيبتها استعدادًا للسفر من جديد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق