الأربعاء، نوفمبر 16، 2011

مدفعية ثقيلة

- هل نمت جيدًا ليلة أمس؟
- هممم.. لا.
- كوابيس؟
- ...
- خيرًا! أترغب في الحكي؟
- لا وقت لدي، عندي محاضرات.
- حسين.. إنها لا زالت السابعة!
- هممم..

كنت أقف في الدور الأخير من مدرستي الإبتدائية وحدي، لكني صغرت عشرة أعوام على الأقل. كان الوقت نهارًا، ورأيت من النافذة طائرات حربية تحلق في الجو على ارتفاع منخفض وتلقي قنابلها على حي الدقي. شاهدت صواريخ تنطلق من داير الناحية محاولة صيدهم، في حين كان هناك دخان أسود يتصاعد من مأذنة جامع أسد بن الفرات. عندما رآني الأستاذ "إسماعيل الخشن" واقفًا وحدي صرخ في هلع وحملني مسرعًا إلى الحوش الأسفل. لكني كنت هادئًا تمامًا، ربما لأن هناك لحن أغنية أجنبية كان يتردد في ذهني بلا توقف.

لما وصلت سليمًا وجدتهم أغلقوا باب المدرسة وجمعوا كل التلاميذ في الحوش، كان الجميع يرتعش من الخوف والفزع والبكاء. سمعنا بعد لحظة صفارة طويلة أعقبها انفجار هائل، كانت إحدى الطائرات ضربت شقة من شقق العمارة المقابلة للمدرسة وأشعلتها. تقدمت ناحية السور حتى أرى النيران جيدًا فأمسكت "ميس إيمان" يدي وقالت أنهم يحاولون إصابة مدفعية مدرسة أبو بكر الصديق المجاورة التي تقاوم طائرات العدو وتصطادها، ثم هتفت في جميع التلاميذ أن يأدوا النشيد الوطني بصوتٍ عالٍ، لكن صوت الأغنية في ذهني ظل يعلو أكثر وأكثر.
...
ثم استيقظت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق